سنقدم لك اهم اسباب غيرة الزوج على زوجته وما الدوافع التي تجعل غيرة الزوج تزداد او تقل وما هي المشاكل التي تسببها غيرة الزوج وكيف يمكن التعامل مع هذه الحالة .
هناك سببان يسببان غيرة الزوج, السبب الأول هو العاطفة القوية التي يحملها الزوج لزوجته، بحيث يخشى عليها من أي شخص، حتى أنه يخشى عليها من أن تنجذب، بشكل طبيعي، إلى شخص آخر . لذا يعمل الزوج على محاصرتها بالشكوك أو بالضغوط العملية، أو بالكلمات الحادة، وما إلى ذلك، ويتصرف حيالها كما يتصرف الإنسان الذي يحب شيئاً ويخشى أن يفقده .
والسبب الثاني هو الخوف من الظروف المؤدية إلى الانحراف والتي قد تحيط بالمرأة، سواء في ذلك تلك الظروف التي تنطلق من وجود تربية معينة للمرأة، تجعلها قريبة من الانحراف، أو الظروف الناجمة عن ضغوط في المجتمع تلاحق المرأة كي تقودها للانحراف .
تمارس هذه الضغوط فعلها عندما يعيش الرجل نوعاً من الابتزاز في الواقع الاجتماعي الأخلاقي، لا سيما إذا كان رجلاً جرب الخيانة الزوجية، أو خان الآخرين في زوجاتهم, ففي هذه الحالة، يكون من الصعب عليه أن يثق بامرأة أخرى، حتى إذا حصل على الثقة بامرأة أخرى، فإنا نجده يعيش هواجس الخوف من أن تتحول هذه المرأة الموثوقة إلى امرأة تشبه النساء اللواتي يعرف، من خلال علاقاته الخاصة، أن ظاهرهن العفة وباطنهن الخفي الخيانة .
إنا نتصور أن الغيرة تنطلق من هذين السببين بشكل رئيسي, وربما تتدخل طريقة المرأة في حركتها في المجتمع، وفي طبيعة علاقاتها بالجنس الآخر فتسهم في تكوين الشعور بالغيرة .
ومن الأمثلة على ذلك أن تكون المرأة في مستوى من الجمال الجسدي، بحيث تكون محلاً للإغراءات التي قد تجذب بها الرجال أو قد يجتذبها الرجال, ولكننا نتصور أن على الرجل أن يحصنها من جميع الجهات التي يمكن أن تفتح ثغرات للانحراف في حياتها, فنجد مثلاً أن بعض الرجال ربما يسيئون فهم حاجات زوجاتهم الجنسية، أو حاجات زوجاتهم من الناحية الإنسانية الأخلاقية في المعاشرة، وما إلى ذلك الأمر الذي قد يخلق نقطة ضعف لدى الزوجة يستند إليها الآخرون .
وربما يتصرف بعض الرجال، أيضاً، بطريقة إثارة الشك في المرأة، حتى يجعلها تفقد الثقة بنفسها, وعند ذلك يقودها إلى الانحراف, أو ربما تتصرف بعض النساء على أساس أن تواجه هذا الشك بطريقة متمردة، فتحاول أن تؤكد فيه ذاتها ونفسها بشكل أنها تحول هذا الشك إلى واقع، كي تثأر من زوجها أو تنتقم منه، وهكذا…
لذلك لا بدّ للزوج من أن يعطي الزوجة الثقة من نفسه لتكون لها الثقة بنفسها, ولا بد من أن تكون عاطفة الحب التي يشعر بها اتجاه زوجته، عاطفةً تؤكد ثقته بها لا أن تؤكد شكّه فيها, وإذا كانت لديه بعض الشكوك في بعض الأوضاع، فإن عليه أن يصارح زوجته بذلك في عملية تفاهم ودراسة موضوعية للعناصر التي تؤدي إلى الشك، أو التي تؤدي إلى إثارة الهواجس في نفسه .
وهذا ما نستوحيه إذا حاول الانسان أن يثير الغيرة والشك ضد امرأته في الأشياء التي لا تثير الغيرة أو الهواجس، باعتبار أنها أشياء طبيعية، كأن تتحدث المرأة مع رجل من أقربائها، أو مع غيره من الناس ممن تحتاج للحديث معهم في الحالات الطبيعية، فإن الغيرة في مثل هذه الحالة تدفع الإنسانة البريئة إلى الريب والشك وإلى عدم الثقة بنفسها، وقد يؤدي ذلك بها إلى أمراض نفسية معقدة .
وعندما تكون الغيرةُ حالةً طبيعيةً يواجه فيها الرجل المسألة، على أساس تحصين المرأة من الانحراف بشكل معقول ومدروس، فإن هذه الغيرة تكون إيماناً, ولكن عندما تتحول الغيرة إلى حالة مرضية، وإلى عقدة نفسية فإنها تكون مشكلة للرجل ومشكلة للمرأة, وتكون في كثير من الحالات ظلماً للمرأة ووسيلة من وسائل تعقيدها وإفقادها الثقة بنفسها .