لماذا تتفاوت قوة عضلات الجسم :
أقوى العضلات في جسم الإنسان أو الحيوانات الثديية هي عضلات الرحم عند الأنثى حيث تعمل تلك العضلات علي دفع الجنين ليخرج من بطن أمه ، إذ لم تكن هذه العضلات بهذه القوة منذ بدء خلق الإنسان أو غيره من الحيوانات ما خرج إلى الوجود أول جنين من بطن أمه .
وتلي عضلات الرحم في القوة عضلات القلب والفكين ، حيث ان عضلات القلب لا بد أن تكون قوية لتصمد للعمل ليلاً ونهاراً لدفع الدم إلى الأوعية الدموية لمدة قد تطول لأكثر من مائة عام ، وكذلك عضلات الفكين التي ينبغي أن تظلّ قادرة على دفع الأسنان لينطبق بعضها على بعض لكي تمضغ أطناناً من الطعام طوال حياة الإنسان ” .
مقاومة الأحياء لعوامل الفناء:
صفة مهمة تشترك فيها جميع الكائنات الحية من أدناها إلى أرقاها هي مقاومة عوامل الفناء ، إذ إنّ خالق جميع هذه الكائنات يريد لها البقاء .
إنَّ فيروس الأنفلونزا يتشكل من آنٍ لآخر بأشكال مختلفة ؛ لتصعب مقاومته والقضاء عليه ، والحشرات مع توالي الأجيال تكتسب مناعة ضدّ المبيدات الكيميائية لكي تقاوم عوامل الفناء وانقراض الجنس .
بل في الإنسان نفسه لوحظ كثرة الإنجاب في فترات الحروب ، كما لوحظ أنّ أية سيدة تواظب على تناول حبوب منع الحمل مدة طويلة ثم تسهو عن تناولها بعض الأيام – فإنّ النتيجة في معظم الأحيان تكون إنجاب عدة توائم لتعويض النقص في الذرية الذي حدث في أثناء فترة الامتناع عن الحمل .
وإذا استأصل الإنسان إحدى الكليتين لسبب من الأسباب فإنّ الكلية الباقية يزداد حجمها وتؤدي عمل الكليتين ؛ وكأن في الجسم عقلاً يدرك به ما حدث من نقص فيسرع لتعويضه فسبحان الله الخالق.
الله وحده هو الذي زود هذه المخلوقات بهذه القدرة العجيبة على التوازن حتى لا تنقرض وتتعرض للفناء ، كما زود العديد من الحيوانات بوسائل للدفاع عن أنفسها لا يختلف في ذلك الإنسان عن العقرب أو الثعبان أو أم أربعة وأربعين أو غيرها .
لا يمكن أن يكون هذا المبدأ أو القانون الذي يسود جميع الكائنات الحية من صنع مصادفة تتخبط في الظلام ، إذ إنّ المصادفة لا يمكن أن تتخذ مظهر قانون عام تخضع له جميع الكائنات .